الثلاثاء، مايو 08، 2012

لا تسلني...



لا تسلني عن سرّ أدمعي الحرّى فبعض الأسرار يأبى الوضوحا
بعضها يؤثرالحياة وراء الحسّ لغزا وإن يكن مجروحا
***
بعضها إن كشفته يستحل حّبا مهانا يموت موتا حزينا
بعضها تكّبر أن يكشف عما وراءه أو يبينا
***
ومئات الأسرار تكمن في دمعة حزن تلوح في مقلتين
ومئات الألغاز في سكتة تهتزّ خلف انطباقة الشفتين
***
وعيون وراء أهدابها أشباح يأس في حيرة وانكسار
تؤثر الظلّ والظلام ارتياعا من ضياء يبوح بالأسرار
***
وقلوب تضمّ أشلاءها فوق جراح وأدمع وذهول
تؤثر الموت كبرياء ولا تنطق بالسرّ بالرجاء الخجول
***
وشفاه تموت ظمآى ولا تسأل أين الرحيق ؟ أين الكأس ؟
ونفوس تحسّ أعمق إحساس وتبدو كأنها لا تحس
***
وأكفّ تودّ لو مزّقت لو قتلت لو تمرّدت في جنون
لو رأتها الحياة قالت : هدوء وادع في براءة وسكون
***
لو رأتها ماذا ترى ؟ كلّ شيء مغرق خلف داكنات السّتور
ألف ستر وألف ظلّ من الكبت عميق وألف قيد ونير
***
لا تسلني لا تجرح السرّ في نفسي ولا تمح كبرياء سكوتي
لو تكلمت كان في كلّ لفظ قبر حلم وفجر جرح مميت
***
لو تكلمت كيف ترتعش الأشعار حزنا .وترتمي في عياء
لو كشفت السرّ العميق فماذا يتبقى مني سوى الأشلاء ؟
***
لو تكلمت رعشة في حياتي وكياني تلحّ أن أتكلم
وسكوتي العميق يكتم أنفاسي وقلبي يكاد أن يتحطّم
***
لو تكلمت لو سكتّ نداءان عميقان كالحياة استعارا
تتلاقى عليهما كلّ أسراري فأبقى شعرا وحبّا ونارا
***
وتظلّ الحياة تخلق من وجهي قناعا صلدا يفيض رياءا
جامدا باردا أصمّا ويخفي بعض شيء سّميته كبرياء


كبرياء-نازك الملائكة